محاولات التيسير في النحو العربي

محاولات التيسير في النحو العربي
محاولات التيسير في النحو العربي
عقدت ندوة الوفاء الخميسية لعميدها فضيلة الشيخ / أحمد باجنيد بالرياض محاضرة بعنوان " محاولات التيسير في النحو العربي " . للاستاذالدكتور/ عوض القوزي , أستاذ النحو بجامعة الملك سعود , وذلك مساء الخميس  , وأدار الندوة الدكتور / عائض الردادي , وكيل وزارة الإعلام ( سابقا ) وعضو مجلس الشورى السعودي , وحضرها جمع من الأدباء والمثقفين.
 التمهيد
بدأ المحاضر بحمد الله عز وجل والصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم شكر عميد الندوة الشيخ / أحمد باجنيد , ومدير الندوة , وقال : ـ 
إن القضية تتعلق بكل بيت ويشترك فيها الآباء والأمهات مع مؤسسات التعليم بدءا من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة, ورغم أن محاولات التيسير قديمة إلا أنها ما زالت مستمرة.فالعرب حينما وضعوا قواعد اللغة العربية " النحو " ظنوا أنها هي الحامية للغة , وأن أي مساس بها يضر باللغة , رغم اختلافهم في بعض فروعها , ونظروا إلى كتاب سيبويه على أنه المثل المحتذى, ولثقتهم بهذا الكتاب عدوه ( قرآن النحو ) , وأخذ الدارسون يتنافسون في دراسته ,وشرحه ،وتذليل صعبه   ,ولاسيما بعد أن واجه الدارسون الجدد صعوبات في فهمه
 مراحل تيسير النحو قديما
بدأت مراحل تيسير النحو منذ القدم على يد عدد كبير من العلماء أشهرهم :- 
1 - الأخفش الأوسط : حيث وضع كتابه " المسائل الصغرى " للمبتدئين , بطريقة مشوقة يسيرة . 
ثم وضع " المسائل الكبرى " للمتخصصين ، ودارسي اللغة ، ثم جاء الجرمي بعده وسار على نهجه وجهود النحاة تقابل بالرضا ، وأحيانا بالرفض . 
2 - أبو علي الفارسي : وضع كتابه " الإيضاح " ليناسب حال المبتدئين ،وعرضه على " عضد الدولة " فقال له : ما لك  تريد به الصبيان فقط . ثم ذهب أبو علي الفارسي ، فوضع كتابه "التكملة " وعرضه على "عضد الدولة " فوصفه بالصعوبة البالغة . 
3 - أبو سعيد الصيرفي : وضع كتابه " الإقناع " تيسيرا لكتاب سيبويه ، لكنه مات قبل أن يتمه ، فانتقده ابنه لخروجه عن كتاب سيبويه . 
4 - الفراء : وضع كتابه " الحدود ", ولكن طلابه انصرفوا عنه , لما علموا بميله للتجديد و التيسير .
وهكذا يظل العلم موضع خصومة وجدل , كما هو الحال مع ابن مضاء القرطبي ,...........ويظل تيسير النحو مطلبا عسيرا , إذ ليست هناك طريقة مثلى للتيسير , الأمر الذي يجعلنا نقول إن التيسير سيظل صعب المنال .
 دعوات التيسير حديثا
طلب التيسير في كل عصر يأخذ شكلا محددا , وطبقا لحاجة المجتمع ,وطلاب العربية يطلبون ذلك في كل عصر دون كلل أو ملل. 
يقول الجاحظ للأساتذة الذين يعلمون الصبية :- 
" أما النحو فلا يشغل الصبي إلا بما يبعد اللحن عنه , ولاسيما في القرآن , والحديث , والشعر , وغير ذلك ففيه إشغال للطالب " 
وفي العصر الحديث ظهرت دعوات عديدة لتيسير النحو , وأشهرها :- 
دعوات خبيثة تقترح حذف بعض الأبواب , وهذه دعوة باطلة , فلو نزعنا كل باب صعب من النحو لاحتجنا إليه مرة ثانية , لعدم وجود البديل . 
الدكتور / شوقي ضيف قدم مشروعا لمجمع اللغة العربية يدرسه لمدة عامين  ووافق على بعض المقترحات , و قام ببعض التيسيرات رغم الهجوم الشديد عليه. 
وقد جرى بين مجامع اللغة العربية الثلاثة – في القاهرة , ودمشق , وبغداد نوع من الخصام على التيسير و وتبقى المجامع بين رفض الآراء وقبولها , و أخيرا تبقى المسألة قابلة للرفض والقبول. 
أما الأستاذ / علي الجارم وغيره , قدم أيضا جهودا كبرى من أجل التيسير , لكن تبقى القضية مفتوحة , وتحتاج لمعالجة تنال رضا الجميع .
 كيف نيسر النحو ؟
تيسير النحو يتم من خلال استخدامنا للغة استخداما جيدا في حياتنا عامة , فاللغة لا يتم تعلمها إلا بالممارسة . 
ومن مقترحات التيسير :- 
1 - أن  تكون اللغة الفصحى لغة التعليم في كل المراحل ابتداء من المرحلة الابتدائية حتى الجامعة . 
2  - أن يتعاون معلمو المواد الأخرى مع معلمي اللغة العربية لشرح دروسهم باللغة الفصحى . 
3 - مراجعة الجهود المبذولة في تيسير النحو , وأخذ ما يصلح لتدريسه . 
4 - الاستفادة من النظريات الحديثة في تدريس النحو . 
5 - فيما يتعلق بمؤلفات النحو التعليمي , فإني أرى أن يتم تأليفها وفق منهج محدد يتناسب مع سن المتعلم . 
6 - التركيز على القراءة وحفظ النصوص لتساعد في حفظ اللسان , ولاسيما حفظ القرآن الكريم . 
7 - تعزيز حب التعلم ومتعته لدى المتعلم , ورعاية الموهوبين .  

 مناقشات
أبدى كثير من الحاضرين بعض آرائهم حول تيسير النحو ,فجاءت كالآتي :- 
تعجب الأستاذ / أحمد عبد الرحمن من فهم أبنائنا للغة الحاسب الآلي , وعدم فهمهم للغة القرآن الكريم . 
وقال الأستاذ /عبد العزيز العباسي إن الحديث بالفصحى ييسر الفهم بين العرب في كل مكان ويقضي على اللهجات العامية ,وبالتالي تختفي دعوات التيسير . 
وأشار الدكتور /أحمد البراء الأميري , إلى ضرورة جمع قواعد النحو الضرورية للتلميذ في كتيب تيسيرا للطلاب . 
بينما قرر الأستاذ/ عبد الستار الألفي .أنه لا صعوبة في النحو ,إنما الصعوبة تكمن في تفشي العامية بين الجميع ,وأشار إلى التجربة الرائدة التي تقوم بها مدارس الرشد الأهلية و  هي تطبيق الفصحى في مدارسها منذ عدة سنوات ,  وأن هذه التجربة الفريدة على مستوى الرياض قد نالت استحسان إدارة التعليم , وقال إن هناك رسالة ماجستير تعد بجامعة الملك سعود عن تجربة اللغة الفصحى في مدارس الرشد .
 شدو الشعراء
ألقى العديد من الشعراء قصائدهم في هذه الندوة المباركة وكانت كالآتي :- 
1- ألقى الدكتور / أحمد البراء عمر الأميري , قصيدة في "رثاء الشيخ أحمد ياسين " 
2- وتغنى الأستاذ / فيصل الحجي , بقصيدة بعنوان " العملاق في النفق " 
3- وشارك الشاعر الدكتور/ حيدر الغدير ,بقصيدته " رأيت الجبن " 
4- وشدا الشاعر / احمدالخاني ,قصيدته " المجد " 
5- والأستاذ / محمد نادر فرج , قصيدته " مشكاة الحسن " 
6- وألقى المهندس/ أسامة ياسين , قصيدته " من القصيم " 
7- واختتمت الندوة بقصيدة  الأستاذ / بافضل , بعنوان " الحج ".

التصنيفات